حذر أحد قادة الحرس الثوري الإيراني المواطنين من الانحياز إلى الولايات المتحدة، حيث اتهم بعضهم بـ"مساعدة الأميركيين" ضد النظام في ظل مواجهة طهران تحديات اقتصادية متزايدة ونكسات إقليمية.
وقال الجنرال مجتبى فدا، أمس الخميس: "في الوضع الحالي، من المرجح أن يحاول الأميركيون تضخيم بعض القضايا الداخلية"، مشيرًا إلى مجموعة من المشاكل المحلية، أبرزها التدهور الاقتصادي.
وقد تراجعت العملة الإيرانية بنسبة تزيد على 30 في المائة منذ أغسطس (آب)، ومع قدوم الطقس البارد، عجزت الحكومة عن توفير الكهرباء بشكل منتظم. وارتفع سعر الدولار من 60 ألف تومان إلى نحو 80 ألفا، بينما تجاوز الجنيه الإسترليني حاجز المائة ألف تومان.
وفيما يتعلق بالطاقة، تشير التقديرات الحالية إلى عجز يومي بنسبة 30 في المائة، مما يؤدي إلى انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي وتعطل العديد من الصناعات.
وأضاف فدا: “قضية اختلالات الطاقة ليست مقتصرة على الإدارة الحالية؛ بل كانت موجودة أيضًا في حكومة السيد رئيسي والإدارات السابقة. لذلك، ينبغي لبعض الأشخاص داخل البلاد تجنب إرسال إشارات للأميركيين من خلال تحليلاتهم"، في إشارة إلى موجة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك وسائل الإعلام المطبوعة الخاضعة للدولة التي أصبحت أكثر جرأة في تناول موضوع إغلاق مئات المصانع وارتفاع تكاليف المعيشة.
وتعتمد إيران بشكل كبير على الواردات لتوفير القمح والأرز وغيرها من السلع الأساسية. ومع استمرار تدهور قيمة العملة المحلية أمام العملات الرئيسية، ارتفعت تكلفة الواردات بشكل حاد، مما زاد من الأعباء على المواطنين العاديين. وتراجعت رواتب العمال الشهرية، عند احتسابها بالدولار الأميركي، من 200 دولار الصيف الماضي إلى حوالي 130 دولارا هذا الشتاء.
وتعكس وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية شعورًا متزايدًا بالأزمة في البلاد واحتمالية حدوث اضطرابات سياسية، حيث يُنظر إلى النظام على أنه مهزوم في الإقليم وضعيف داخليًا.
وقال الجنرال فدا، أمس الخميس: "على جميع المواطنين والمسؤولين واجب الدفاع عن الحكومة الإسلامية في الوضع الحالي. لقد صمدنا لمدة 45 عامًا من أجل الثورة الإسلامية في إيران، وعلينا الاستمرار في تحمل الصعاب، وقبول النقد، وتحمل الألم في سبيلها".